بلديات بلا رؤية!


08-02-2025
معظم رؤساء البلديات في لبنان، للأسف، يفتقرون إلى الحد الأدنى من المستوى الفكري والثقافة السياسية المطلوبة لإدارة الشأن العام بفعالية. فبدلًا من أن يكونوا أصحاب رؤية تنموية واضحة، نجد أن الغالبية منهم يفتقرون إلى الفهم العميق لأسس التخطيط المدني، الإدارة المحلية، وحتى أبسط المبادئ الاقتصادية والبيئية التي تحكم الإنماء القروي.
إن الثقافة السياسية لدى معظم هؤلاء لا تتجاوز حدود العلاقات الزبائنية والمحسوبيات، حيث تُدار البلديات كما لو كانت إقطاعيات شخصية، بعيدًا عن أي فكر إداري حديث أو تخطيط استراتيجي.
أما المعرفة بشؤون التنمية، فتكاد تكون معدومة، إذ يتم التركيز على المشاريع العشوائية التي تخدم المصالح الخاصة بدلًا من العمل على مشاريع تنموية مستدامة تحسّن مستوى حياة المواطنين على المدى الطويل.
وفي ظل هذا المستوى المتدني من الوعي والقدرة الإدارية، لا عجب أن نجد أن الإنماء في حالة كارثية، وأن الريف اللبناني يعاني من التهميش، وغياب أدنى مقومات التنمية المستدامة.
فكيف يمكن أن نتوقع نهضة حقيقية في القرى والمناطق الريفية عندما يكون القيمون على إدارتها غير مؤهلين فكريًا وإداريًا لهذه المهمة؟
إن الأزمة ليست فقط في نقص الموارد، بل في غياب الرؤية والكفاءة لدى من يُفترض أن يكونوا قادة محليين يعملون لمصلحة الناس، لا لمصالحهم الشخصية الضيقة.