فرصة إصلاح ضائعة: لماذا تجاهل الرئيس عون عرض النائب كنعان والبنك الدولي لمكننة الإدارة اللبنانية؟

Entry Image
Entry Image

في عام 2016، حمل النائب إبراهيم كنعان، برفقة نائب رئيس البنك الدولي، عرضًا غير مسبوق إلى رئيس الجمهورية آنذاك، ميشال عون. كان العرض بمثابة هبة مخصصة لمكننة الإدارة العامة اللبنانية، وهو إصلاح جوهري كان من شأنه أن يُحدث نقلة نوعية في هيكلية الدولة، ويؤدي إلى توفير ما يقارب ثلث موازنة لبنان، بحسب تقديرات خبراء اقتصاديين مخضرمين.

مكننة الإدارة لم تكن مجرد فكرة نظرية، بل خطوة إصلاحية ضرورية كان يمكن أن تُحدث تحولًا جذريًا في مكافحة الفساد، والحد من الهدر، وتعزيز الشفافية في المؤسسات الحكومية. ومع ذلك، وعلى الرغم من أهمية العرض وحجم الوفر المالي الذي كان يمكن تحقيقه، لم يُكتب لهذا المشروع أن يبصر النور.

اليوم، وبعد سنوات من تفاقم الأزمة الاقتصادية والمالية، لا يسعنا إلا أن نتساءل: لماذا لم يخض الرئيس ميشال عون هذه المعركة الإصلاحية؟ من هي الجهات التي حالت دون تنفيذ هذا المشروع الحيوي؟ وهل كانت هناك ضغوط سياسية أو مصالح متشابكة منعت لبنان من الاستفادة من هذه الفرصة التاريخية؟

إن الإجابة على هذه الأسئلة ليست مجرد استرجاع لحقيقة تاريخية، بل هي مفتاح لفهم أسباب الفشل المستمر في إصلاح الإدارة اللبنانية، وفاتحة لتسليط الضوء على الفرص التي لا تزال سانحة لإنقاذ ما تبقى من هيكل الدولة قبل أن ينهار بالكامل.