حكومة “اللا لون”.. بين عودة الماضي وتدوير الفشل!


03-02-2025
يبدو أن “التشكيلة العتيدة” التي يجري الترويج لها في وسائل الإعلام ليست إلا إعادة تدوير لوجوه سبق أن خبرها اللبنانيون، ومعهم أزمتهم التي تتفاقم يوماً بعد يوم.
فبين مجموعة من “الحريريين السابقين” الذين تخلّوا عن مركبهم السياسي مع أول اختبار، وعادوا اليوم بوجه جديد كأن شيئاً لم يكن، ومجموعة أخرى من رموز “الحقبة السورية” التي اعتقد اللبنانيون أنها انتهت مع خروج الوصاية لكنها عادت بأسماء جديدة وأساليب قديمة، نجد أنفسنا أمام حكومة بلا لون ولا طعم، إلا طعم التسويات والمحاصصة.
أما الطامة الكبرى، فهي أسماء بعض الوزراء الذين لا يملكون أي خبرة سياسية أو نضالية تُذكر، وكأن البلاد ليست على حافة الانهيار، وكأن الأزمة لا تحتاج إلى رجال دولة حقيقيين بل إلى تجارب سياسية مرتجلة. كيف يمكن لحكومة بهذا التشكيل أن تنتشل البلاد من أزمتها؟ كيف يمكن لمن لم يعرف العمل العام إلا عبر الشاشات أو الكواليس أن يتخذ قرارات مصيرية؟
يبدو إنها ستكون حكومة ولدت من رحم التسويات، لا من الحاجة إلى الإصلاح. حكومة تنتمي إلى الأمس، بينما البلاد تحتاج إلى غدٍ جديد.