نواب التغيير على مفترق خطير!


29-07-2025
مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي النيابي المقبل، يبدو أن نواب التغيير أمام واقع قاسٍ ومفصلي، بعدما خسروا جزءاً كبيراً من رصيدهم الشعبي الذي جاؤوا به إلى البرلمان على موجة غضب الناس وثورتهم.
الضربة الأقسى لهؤلاء النواب جاءت من حكومة الرئيس نواف سلام، التي كان يُعوَّل عليها أن تشكل أرضية مشتركة للتغيير ومختبراً عملياً لترجمة شعارات 17 تشرين إلى قرارات تنفيذية.
فالرئيس سلام، المحسوب على الخط التغييري والمستقل، أخفق حتى الآن في تقديم نموذج مختلف في الحكم، إذ طغت على حكومته الضبابية، وغياب الجرأة في المواجهة، وعدم القدرة على اجتراح حلول للأزمات المتراكمة. وبما أن نواب التغيير دعموا هذه الحكومة واعتبروها امتداداً لمشروعهم السياسي، فإنهم يُحمَّلون اليوم مسؤولية مشتركة عن إخفاقاتها.
فكيف يمكن لهؤلاء النواب أن يطلبوا من الناس تجديد الثقة بهم، وهم لم يبرهنوا أنهم على قدر المسؤولية؟
كيف سيقنعون المواطنين بأن التغيير لا يزال ممكناً، إذا كانوا هم أنفسهم أول من خذله؟ وإذا كان هذا الفريق قد وصل إلى السلطة، فلماذا لم يبدأ بإصلاح واحد، ولو رمزي، يثبت أنه مختلف فعلاً عن المنظومة التي جاء لمواجهتها؟
إن ما هو واضح اليوم أن نواب التغيير، في حال استمروا في هذا النهج، قد لا يكون لهم مكان يُذكر في البرلمان المقبل، ما لم يبادروا فوراً إلى مراجعة حقيقية وجريئة لأدائهم، ويتخذوا خطوات واضحة وجدية تثبت للناس أنهم لا يزالون أمناء على الوعود التي قطعوها، وأنهم ليسوا مجرّد نسخة مُحسَّنة عن السلطة القديمة.