البلديات تكشف المعادلة!


19-05-2025
أفادت مصادر سياسية مطلعة، في تعليق أولي على نتائج الانتخابات البلدية التي جرت حتى الآن في لبنان، أن الاستنتاج الأساسي الذي يمكن استخلاصه من هذا الاستحقاق يتمثل في أمرين حاسمين يحدّدان ملامح المشهد السياسي اللبناني اليوم.
أولاً، أكدت النتائج أن التنظيم الحزبي الحديدي لا يزال يلعب الدور الأبرز في حسم المعارك الانتخابية، من خلال الانضباط الداخلي، قدرة التعبئة، وتوجيه الأصوات بشكل فعال وممنهج. وبحسب المصادر، فإن “أي جهة سياسية لا تملك تنظيماً متماسكاً وقدرة واضحة على التحشيد والانضباط، تبدو عاجزة عن خوض أي استحقاق بجدية”.
أما العامل الثاني، الذي لا يقل أهمية، فهو المال السياسي والخدمات الشخصية، التي لم تعد محصورة في موسم الانتخابات فقط، بل باتت تُقدَّم على مدار السنة، ما يجعل من العلاقة بين الناخب والمرشح قائمة على تبادل المصالح المستمر لا على البرامج والرؤى.
وشددت المصادر على أن “المشهد البلدي شكّل مرآة واضحة لما هو عليه واقع السياسة اللبنانية: من جهة، أحزاب تملك مفاتيح اللعبة عبر تنظيم صارم؛ ومن جهة أخرى، أفراد وقوى تعتمد على ضخ مالي وخدماتي دائم لضمان التأثير والوجود”.
وبين هذين القطبين – التنظيم والمال – يبدو أن أي مشروع إصلاحي أو تغييري سيصطدم بجدار صلب، ما لم يُدرك هذه المعادلة ويتعامل معها بواقعية.