بيروت تنتفض على لائحة السلطة الهجينة!


09-05-2025
من قلب العاصمة بيروت، يعلو صوت الناس هذه الأيام، لا بالحماسة الانتخابية، بل بالضيق والاشمئزاز.
فمعركة بلدية بيروت المرتقبة كشفت مرة جديدة عن عمق الهوّة بين المواطن والطبقة السياسية، خصوصاً بعد إعلان لائحة الأحزاب المتحالفة.
مصادر شعبية تنقل حالة من الاستياء، لا بل القرف، من تركيبات انتخابية هجينة يرى فيها البيروتيون تكريساً لمبدأ “المحاصصة لا الشراكة”، وتقاسماً للمواقع لا لخدمة الناس.
يتساءل الأهالي: “ماذا يجمع بين القوات اللبنانية وحزب الله؟”، وهما خصمان في السياسة والإيديولوجيا، لكنّهما اليوم شريكان على لائحة بلدية واحدة. هل هو حب بيروت أم حب النفوذ؟
والسؤال نفسه يُطرح على تحالف التيار الوطني الحر مع انطون الصحناوي وميشال فرعون وحركة أمل ، وعلى التقاطع العجيب بين فؤاد مخزومي والحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الطاشناق وجمعية المشاريع الإسلامية (الأحباش)!!
تحالفات لا تملك أي أرضية سياسية أو تنموية مشتركة، سوى رغبة مشتركة في الإمساك بمفاصل المجلس البلدي.
البيارتة لم ينسوا تجربة عام 2016، حين ركّبت لائحة شبيهة جمعت التناقضات، فانتهت بمجلس بلدي عاجز، أموال مهدورة، وبلدية مشلولة.
اليوم، وبعد تسع سنوات من الفشل، يقول أهالي بيروت: “لن نلدغ من الجحر نفسه مرتين”.
بيروت اليوم تقف على مفترق طرق: بين الاستسلام للواقع المفروض من فوق، أو صناعة بديل ينبع من حاجاتها وهمومها. المعركة البلدية لم تعد مجرد انتخابات… بل صراع من أجل استعادة المدينة من قبضة الصفقات.