محمد سعيد الصحاف يعود بحلّة بلدية!


13-04-2025
في بلدية الحدث، لا حاجة لانتخابات… فالفوز محسوم، والمعركة محسوبة، والمعارضون مجرّد ديكور ديمقراطي لا وزن له ولا قيمة – هكذا على الأقل يروّج الفريق الإعلامي المحيط بالرئيس جورج عون، الذي يبدو أنه استبدل لغة السياسة بلغة الاستفتاء، وكأننا في كوريا الشمالية، لا في لبنان.
“المعركة محسومة”، “اللائحة المنافسة لا تساوي شيئاً”، “الرئيس يحظى بإجماع شعبي”، عبارات مكررة ومملّة تُضخ يومياً من ماكينات إعلامية لا تقل فانتازيا عن أسلوب محمد سعيد الصحاف، ذلك الوزير العراقي الذي كان يحاضر بالنصر ويسخر من خصومه الى أن....اختفى هو.
الفريق الإعلامي لعون لا يكتفي بإقناع الناس أن الأمور بخير، بل يعيش في فقاعته الخاصة، حيث كل صوت معارض هو خيانة، وكل نقد هو مؤامرة، وكل اختلاف هو تهديد “للمشروع البلدي العظيم”.
أما جورج عون، فبدلاً من أن يخوض معركة انتخابية شريفة، يفضّل تسويق معركته كـ”استفتاء على شخصه”، وكأنه فوق السياسة وفوق الأحزاب وفوق التنافس… كأننا في ديكتاتورية زعيم لا ينافسه أحد.
لكن الحقيقة على الأرض تختلف كثيراً عن نشرات الصحاف.
فالناس ترى وتفهم، والمعركة ليست “مزحة بلدية”، بل تعبير صريح عن رفض الاستعلاء، ورفض تحويل البلديات إلى إقطاعيات انتخابية تُدار بالبروباغندا بدل البرامج.
في النهاية، مهما علت أصوات “الصحافيين الجدد”، ستبقى صناديق الاقتراع أصدق إنباءً من التصريحات.