مارك ضو ووضاح الصادق…الخيال الثوري!


28-03-2025
يبدو أن النائبين مارك ضو ووضاح الصادق يعيشان في عالم مثالي أشبه بسويسرا أو النمسا، حيث تتحقق الإصلاحات بلمح البصر، والالتزامات تُنفَّذ كما في الكتب. فإلا كيف يمكن لهما أن يطرحا مشروع قانون يقضي بتمديد تقني للانتخابات البلدية لمدة أربعة أشهر بحجة تنفيذ إصلاحات معينة؟
ما الذي يضمن فعليًا أن هذه الإصلاحات ستتحقق خلال هذه المهلة؟ وإن لم تتحقق، فماذا يكون قد استفاد اللبنانيون سوى مزيد من التأجيل والمماطلة؟
هل نحن أمام محاولة جديدة لشراء الوقت كما تفعل القوى التقليدية التي لطالما تحايلت على الاستحقاقات الدستورية؟
الأمر الأكثر إثارة للريبة أن النائبين، اللذين يفترض أنهما من رموز التغيير ، يسلكان الطريق ذاته الذي اعتادته السلطة الحاكمة، أي البحث عن ذرائع لتمديد المهل بدل مواجهة الواقع. لبنان بحاجة إلى مجالس بلدية جديدة، فآخر انتخابات بلدية جرت منذ تسع سنوات، وتأجيلها مرة أخرى يعني إبقاء البلديات في حالة من الشلل والفساد المستشري.
بدل الانخراط في مناورات تمديدية، كان الأجدر بالنائبين ضو والصادق العمل على تحفيز الاستحقاق الانتخابي، خوض المعركة البلدية، والسعي إلى إصلاح العمل البلدي والتنموي من الداخل. أما البحث عن حجج إضافية لتأجيل الانتخابات، فهو لا يختلف عن نهج القوى السياسية التي يدّعيان معارضتها.
فهل هي خطوة إصلاحية حقًا، أم مجرد هروب آخر من المواجهة والمحاسبة الشعبية؟