هل تحولت حاكمية مصرف لبنان إلى بازار انتخابي؟

Entry Image
Entry Image

في مشهد غير مسبوق، باتت حاكمية مصرف لبنان محور بازار إعلامي مفتوح تقوده بعض الأسماء المطروحة للمنصب، حيث يبدو أن التنافس لم يعد محصورًا بالكفاءة والخبرة، بل امتد ليأخذ طابع الحملات الإعلامية المدفوعة. الأمر الذي يثير استغراب الأوساط الاقتصادية والسياسية، إذ لم يسبق أن شهدت البلاد مقاربة لهذا الموقع الحساس وكأننا أمام معركة انتخابية تجري بمعايير الدعاية والترويج أكثر من أي وقت مضى.

في هذا السياق، يبرز اسم السيد فيليب جبر، الذي يبدو أنه أطلق حملة إعلامية مدفوعة تستهدف تعزيز حضوره وإقناع الرأي العام بأحقيته بالمنصب. وهنا يطرح المراقبون تساؤلات مشروعة: لماذا يتم اللجوء إلى الإنفاق المالي الضخم على الترويج لشخصية يُفترض أنها تسعى لخدمة لبنان وخزينة الدولة؟ أليس من المفترض أن تكون الكفاءة والخبرة والإجماع الوطني هي المعايير الحاسمة في اختيار حاكم المصرف المركزي، لا القدرة على تمويل الحملات الإعلامية؟

إن استخدام الوسائل الإعلامية بهذا الشكل يفتح الباب أمام مخاوف مشروعة حول الطريقة التي يُدار بها هذا الملف، ومدى تأثير المال والإعلام في تشكيل القرارات المصيرية في البلاد. فهل نحن أمام تحول جديد في مفهوم التعيينات المالية والاقتصادية، حيث يصبح الصوت الأعلى لمن يملك القدرة على الإنفاق الإعلامي بدلاً من منطق الإصلاح والكفاءة؟

إن حاكمية مصرف لبنان ليست مقعدًا سياسيًا أو مكافأة تعطى لمن يحسن الترويج لنفسه، بل هي مسؤولية وطنية كبرى.