لبنان بين فكّي الغلاء والاحتكار: من يوقف جشع الكارتيلات؟

Entry Image
Entry Image

في بلدٍ تتآكله الأزمات، لم يعد الحديث عن ارتفاع الأسعار مجرد شكوى عابرة، بل تحوّل إلى كابوس يومي يطارد اللبنانيين عند كل زيارة إلى السوبرماركت. آخر فصول هذا الانهيار المعيشي جاء مع ارتفاع جديد بنسبة 18% في أسعار المواد الغذائية عام 2024، ليؤكد أن الغلاء لم يعد يرتبط فقط بعوامل خارجية، بل بات نتيجة مباشرة لجشع منظومة تجارية متوحشة لا تعرف سقفًا لجشعها.

والأخطر من ذلك، أن السلطات الرسمية، بدلًا من التدخل لكبح جماح هذا الجنون السعري، تبرر ببرودة مخيفة أن ارتفاع كلفة الشحن والتأمين هو السبب الرئيسي. لكن الحقيقة الواضحة للجميع هي أن عصابات استيراد المواد الغذائية والسوبرماركات استغلت الأزمة واستفحلت في نشاطها دون أي رقابة حقيقية. فمنذ سنوات، ونحن نشهد تبدّل الوزراء والحكومات، فيما الكارتيلات تزداد نفوذًا وسط غياب أي إرادة سياسية لضبط الأسعار أو كسر الاحتكار.

الأزمة هنا ليست مجرد أرقام ونسب مئوية، بل هي واقع يعيشه المواطن اللبناني، حيث تحوّلت الحاجات الأساسية إلى كماليات، وأصبح تأمين الغذاء معركة يومية ضد الفقر والجوع. في ظل هذا المشهد القاتم، السؤال الذي يطرح نفسه: إلى متى سيبقى اللبناني رهينة جشع حفنة من التجار المحميين بغطاء سياسي؟ ومتى يأتي يوم تتحرر فيه الأسواق من هذه المافيات التي تتحكم بلقمة الناس؟